لا يختلف اثنان على أنّ موسى حجيج أحد أفضل مَن
أنجبتهم ملاعب كرة القدم اللبنانية، سواء كان على البساط الأخضر كقائد مميز للنجمة
في الملعب يقود فريقه إلى الفوز في الأوقات الحرجة، أم كمدير فنّي للنادي النبيذي
الذي خاض معه أوّل تجربة ناجحة هذا الموسم على رغم عدم إحرازه الألقاب، لكنّه كسب
ثقة الجميع بقدراته على تسيير أمور اللاعبين بكلّ احترافية وانضباطية. «الجمهورية» التقته
وكان لها معه هذا الحوار الشيّق والذي تناول فيه كلّ شؤون اللعبة وشجونها في
لبنان.
• متى ستبدأ تحضير لاعبي
نادي النجمة؟
لقد دعوت جميع اللاعبين للتحضير، خصوصاً أنّ كأس النخبة ستنطلق في
الرابع من تموز وستنتهي في العاشر من آب وقد التحق بالتمارين اللاعبون الشباب ولم
يلتحق أيّ لاعب حالياً من الفريق الأول، وهي فرصة أغتنمها لتجريب بعضهم والوقوف
على مستواهم، كما ضمّ مَن فيه الكفاءة إلى الفريق.
• ما الجديد على صعيد اللاعبين لديك؟
الجديد هو العمل على استقدام 4 أو 5 لاعبين مميّزين لبنانيين، واحد
لمركز قلب الدفاع وواحد ظهير واثنان في مركز الوسط ومهاجم واحد، وذلك تعزيزاً
للفريق وتطعيماً له بعناصر شابة ودم جديد.
• وصلت بنادي النجمة إلى نهائيين هذا الموسم
المنصرم، هما البطولة والكأس، فما هي أسباب عدم فوزك بأيّ منهما؟
إذا أردت أن أقيّم مسيرة الموسم الماضي فإنّي أراها ناجحة جداً من
ناحية الأداء الفردي والجماعي للاعبي نادي النجمة، أيّ أنّ هناك تطوراً عقلياً قبل
البدني لديهم، وهذا ما نعاني منه في لبنان بالنسبة إلى عقلية اللاعب اللبناني
عموماً وناحية الانسجام مع الفريق الذي يلعب له خصوصاً، وهذا ما اعتبره نجاحاً لي
وللنادي. وإنّ مسألة الفوز بالبطولة أو الكأس أو سبب عدم إحرازهما فهذا ما يعود
إلى تفاصيل بسيطة حالت دون ذلك. أذكر منها عدم وجود البديل اللائق على مقعد
الاحتياطي وهذا وحده كافٍ، فلو وُجد لكانت النتائج تغيّرت كثيراً ولكان باستطاعتنا
قلب النتيجة أو المحافظة عليها على الأقّل.
• ماذا عن اللاعب محمد جعفر التي ذكرت أكثر من مرة
أنّه سيكون من أفضل اللاعبين؟
رهاني على محمد جعفر ما زال هو هو، صحيح أنّ جسمه صغير، لكنّه لاعب
كبير في الملعب لأنّه يملك إمكانيات عالية جداً قلّ نظيرها عند أي لاعب من جيله،
وأنا دائماً أشدّد عليه من الناحية المسلكية والذهنية، خصوصاً ناحية التعاطي مع
الحصص التدريبية بجدّية، وقد قطعت شوطاً كبيراً معه وهذا ما سيظهره في المباريات
القادمة فهو لاعب يتطور بسرعة وقد وعدني أن يحقّق تقدّماً في الموسم القادم.
• بعضهم قال إنّك غامرت باستغنائك عن الكابتن عباس
عطوي وهذا أحد أسباب عدم إحرازك أيّ بطولة، فما هو ردّك؟
ردّي هو التالي، غامرت باستغنائي عن عباس لأنّني أتحمل مسؤولية أمام
إدارة النجمة الكريمة كما نظرت إلى مصلحته، لأنه سيحترف وسيستفيد من هذا الاحتراف
مادّياً ومعنوياً، فلماذا أقف في طريقه؟ أنا مع أيّ لاعب يريد الاحتراف خارج
لبنان. أمّا بالنسبة إلى القسم الثاني من السؤال، فلا أعتقد أنّ مستوى النجمة قد
تغيّر في ظلّ غياب عباس ونحن نسعى إلى تدريب الفريق على الأداء الجماعي وليس
الفردي، وهذا أسلوب تدريبي حديث نطمح إليه، وكلّنا نعرف كيف صارت الكرة الحديثة
تعتمد على الأداء الجماعي.
• كيف هي علاقتك بالإدارة في نادي النجمة؟
علاقتي مع الإدارة مميّزة، شفّافة، صريحة، وواضحة جداً. تنطلق من
مبدأ الصدق في التعامل على قدر الإمكانات المتاحة.
• وعلاقتك بجهازك الفني؟
إنّ أحد أسباب تطوّر أداء اللاعبين هو الانسجام المتكامل مع جهازي
الفني إذ إنّ كلّ شخص يؤدّي دوره على أكمل وجه كما تسود بيننا روح العائلة.
• هل تركّز على الفئات العمرية في نادي النجمة؟
لقد استقدم النادي مدربين كفوئين للفئات العمرية أمثال يوسف فرحات
وبلال زغلول ويوجد تواصل دائم بيني وبينهم، ونحن نتبادل الآراء فهم ينفّذون ما
أطلبه منهم، وأقول بالفم الملآن إنّ ما نقوم به من جهود كبيرة سيؤدّي حتماً في
المستقبل القريب إلى بروز وجوه مميزة سيكون لها شأن كبير في الملاعب.
• كيف تقيّم أداء المنتخب الوطني؟
يملك منتخبنا الوطني حالياً عناصر جيدة وممتازة، انهم يملكون خبرة
احترافية وهذا ما يحدث لأول مرة في لبنان. لدينا ما بين 9 إلى 10 لاعبين محترفين
في الخارج والمبالغ المادية التي حصلوا عليها لم تعطَ لأيّ منتخب لبناني سابق.
لذلك، ومن هذا المنطلق يجب علينا الظهور بشكل أفضل وأحسن في المباريات القادمة.
وأنا انتقد المدرب ثيو بوكير لعدّة أسباب أهمّها سوء التحضير وعدم الاهتمام
باللاعبين المحليّين وذهابه للبحث عن لاعبين من أصول لبنانية خارج لبنان ما أثّر
بشكل أو بآخر في نفسية اللاعبين الموجودين في المنتخب.
وأريد أن أضيف، منتخبنا الوطني يملك هذه العناصر المميزة، ويجب ان
يظهر بصورة عليها لمسة المدرب وبصمته كما أسلوبه الخاص، لكن للأسف لم تكن موجودة
وكل ما قدّمه لاعبو منتخبنا يبقى على صعيد جهد فردي فقط، ناهيك عن التعاطي بكيدية
مع بعض الأمور الحساسة نحو ما يجري بينه وبين اللاعبين والاتّحاد والإعلام
الرياضي، فالمدرّب الذي لا يتقبّل النقد ويرمي مسؤولية الخسارة على اللاعبين هو
مدرّب غير جدير بقيادة منتخبنا.
• بِمَ تعد جمهور النجمة الكبير هذا الموسم؟
جمهور النجمة هو جمهوري الحبيب وعائلتي التي تحضنني إذ إنّ له الحصة
الكبرى في قلبي وأعده بالسير على السكة الصحيحة لنادي النجمة، والتي بدأناها في
الموسم الماضي وقد تمثّلت بظهور فريقنا بأفضل مستوى وأداء، وإن شاء الله سترون
النتائج التي سنحققها، وهذا وعدي.
• ما هي أمنياتك لنادي النجمة ولمنتخبنا الوطني؟
أتمنى أولاً لمنتخبنا الوطني كلّ التوفيق وللاعبين الظهور بأفضل
مستوى وانا على إيمان باللاعب اللبناني لناحية قدراته وعزيمته، أما أمنياتي لناديي
النجمة الحبيب فهي النجاح والفوز بالألقاب المحلية والعربية التي سنشارك فيها
الموسم القادم. وإنّي أدعو الجمهور الحبيب إلى مواكبة النادي في مبارياته بفعالية
وكثافة، وان يشجعوا بطريقة حضارية كي نعيد أمجاد هذا النادي سوياً.
المصدر
Liban for Sports
No comments:
Post a Comment